رد على المفكر الأمازيغي المغربي أحمد عصيد)

عولمة البداوه ( رد على المفكر الأمازيغي المغربي أحمد عصيد)

  • عولمة البداوه ( رد على المفكر الأمازيغي المغربي أحمد عصيد)

اخرى قبل 5 سنة

عولمة البداوه ( رد على المفكر الأمازيغي المغربي أحمد عصيد)

د.سالم سرية

اليوم نتحدث عن مفكر مغربي امازيغي –من البربر- استاذ الفلسفه المدعو احمد عصيد وهو اشد خطورة واكثر ذكاء ودهاء من يوسف زيدان.حيث انه عضو المجلس الاعلى للثقافه في المغرب وينشط تحت عنوان حقوق الامازيغ وأقام اكثر من 70 ندوة جماهيريه بعضها متوفر في الشبكة العنكبوتيه ومقرب جدا من حزب التقدم والاشتراكيه ويلفى حظوة من العديد من الأحزاب المغربية.وهو من النوع االذي يدس السم في الدسم من خلال اطروحاته الجذابه والموضوعيه والمقنعه بعض الاحيان خاصة في محاضرته حول اسباب تخلف المسلمين -3 اجزاء- في دول شمال افريقيه والشرق الاوسط على حد قوله ولم يقل في الوطن العربي لانه حاقد ومتحامل على القومية العربيه وعلى الاسلام ي نفس الوقت. فهو يتنكر للتراث المجيد والمضئ للامه باعتبار

1-ان الفتوحات الاسلاميه كان هدفها المال والنساء !

2- دولة الخلافة في كل تفاصيلها وفي كل الحقب كانت استبداديه ودمويه

3- كل الخلفاء كانوا عملاء لبيزنطه 4

-الفتوحات الاسلاميه هي استعمار عربي كان هدفه صهر الاقليه الامازيغيه والغاء حضارتها ولغتها في العروبه الاستعماريه!

5- يجب اطاعة النص المطلق –القرآن الكريم- الى مقولات العقل لانه على حد قوله ان احد اسباب تخلف المسلمين انهم—اعتبروا ان العقل النسبي عليه ان ينصاع وينفذ ما ورد في النص المطلق !!!

هذه بعض العينات من اطروحاته الماكره وللرد عليه نقول : ان موضوع الأصاله والمعاصره او العروبه والاسلام او التراث والحداثه هو موضوع شائك ومعقد وحساس تناوله الكثير من المفكرين العرب بالدراسه والتمحيص والندوات والمؤلفات وتم تناوله بناء على الخلفية الايديولوجيه للمفكر او المنظر لنهوض الامة من غفوتها وتخلفها .والإختلاف بين جميع الرؤى الفكريه كان يتمحور حول كيفية قرائتنا للتاريخ العربي الاسلامي؟

1- التيار الماركسي وقف ضد العروبه لانه يؤمن بالأمميه ووقف ضد الإسلام لأن الدين أفيون الشعوب حسب منظوره وبالتالي كانت قراءته للتاريخ تعتمد على الصراع الطبقي البحت.

2- التيار الديني السياسي بكافة اطيافه وضع الإسلام بحالة تصادم مع العروبه لانه لا يؤمن بالمواطنة وللنهوض للمستقبل نادى بالتدحرج الى الخلف وتقليد الماضي العريق واعادة احياء دولة الخلافة والتعامل مع الواقع الحاضر والتكنولوجي بمنظور الماضي وتكفير كل تفكير يريد ان ينفتح على العصر بحجة انه علماني كريه يناقض الدين.

3- التيار الذي يدعوا الى التزاوج والتكامل بين العروبة والإسلام لأن القرآن الكريم قد أنزل بلغة العرب --إنا انزلناه قرآنا عربيا-صدق الله العظيم –ولأن الإسلام كان ولا يزال وسيبقى طريق الهدى لنهضة الامه ولا يفهم الإسلام حقا الا الثوريين الحقيقيين ولان الإسلام كان ثورة في حياة العرب نعم ثورة على التخلف والظلم .بكلمة مختصره ان العروبة جسم وروحه الإسلام وبالتالي لايمكن فصل الروح عن الجسد.

وعودة الى احمد عصيد نقول :

1-ان الفتوحات الاسلاميه كان هدفها نشر رسالة الهدى واضاءة الطريق لكل الشعوب في القارات الثلاث .وان هدفها الروحي الانساني كان هو الاساس ولم تكن الاهداف الماديه وراء ذلك مطلقا والقول غير ذلك تجني على الحقيقه او تأويل مضلل ولو كانت غير ذلك لارتدت الشعوب عن هذا الطريق منذ زمن طويل .

2-هل بهذه البساطه يمكن ان نطمس التاريخ العربي الاسلامي وان نعتبره ظالما ومظلما؟ان ذلك لا يمت للموضوعية بصله عدا عن انه ينم عن سطحيه مفرطه وغباء وحقد على تراث الامه الحضاري في كل نواحي الحياة .وهو تاريخ شاخص مشخص وملموس كيف يمكن نفيه؟ ان الدعوه الى اللغه الامازيغيه لا تختلف عن دعوة سعيد عقل اللبناني الى اللغه الفينيقيه ودعوة غيره الى لغة الفراعنه او اللغه البابليه انها دعوات مشبوهه وتثير الف علامة استفهام على ذلك.3- 3-هل من المنطق القول ان التمسك بكل ما نطق به القرآن الكريم هو احد اسباب التخلف ؟ يبدو ان السيد عصيد لم يضطلع عل العطاء العلمي والحضاري في التاريخ العربي والاسلامي أو أغفله واغمض عيناه عن اول جامعه عربيه-الجامعه المستنصريه في بغداد التي كان يتحتم على ابناء الغرب الغاطس في تخلفه أنذاك ان يتقن اللغة العربيه للدخول فيها عدا عن كل التراث العلمي الكبير والعميق في العلوم الطبيعيه والطب والذي يوجد جزء كبير من وثائقه في المتاحف الاجنبيه عدا عن العطاء الحضاري في الاندلس !! لذلك على احمد عصيد قراءة القران من جديد ليستوعب اياته وليكتشف القيمة الكبرى للعلم والعلماء التي يدعوا اليها رب العالمين في محكم تنزيله وشتان بين من حمل الكتاب وبين ما طبق ما ورد فيه !

4- هل المطالبه بان يختار المسلم دينا آخر ! يمكن ان يساعد الامه على النهوض ؟ ؟ ما هذا الهراء والتجني على علاقة الفرد بخالقه وبين الابداع العلمي .

ان كل ما ورد هي بعض السموم التي يدسها في الدسم ومنها :صحيح قوله ان ابن رشد قد احرقت كتبه لانه كان يدعوا الى احكام العقل ولكن العله لم تكن بالاسلام وانما بقوى الشد العكسي المتعصبه والتي لا تمت للاسلام بصله.وصحيح القول ان الثروة النفطيه لم تكرس للبحث العلمي وانما لعولمة البداوة وصحيح انه تم اهدار الف مليار دولار في جيوب الفاسدين وان هناك عمليات تحصين للفساد في كل الدول العربيه منذ الاستقلال وحتى الآن وفعلا لا يمكن النهوض في ظل الفساد المالي والإداري ... ولكن هل حاول احمد عصيد ان يضطلع على تجربة العراق العلميه بلد 2000 عالم والذي وصل الى حافات العلم الاماميه والتكنولوجيه؟ والذي كان يخصص جزءا كبيرا من دخله القومي على البحث العلمي والتنميه وكان يقوده نظام عروبي ووطني ومؤمن بالله وكتبه ورسله؟ والذي حارب الفساد والاميه وشهدت اليونسكو بإنجازاته تلك .

ان النهوض يتطلب الوحدة .فالوحدة هي الخلاص والتجزئه والصراع العربي العربي هو العله .لماذا لم يلتفت احمد صعيد الى الصراع المغربي الجزائري حول الصحراء الغربيه والذي على ضؤه اغلقت الحدود بين قطرين شقيقين منذ اكثر من ربع قرن؟ولماذا جيشت الجيوش على عبد الناصر في56 ولماذا تم التآمر على وحدة58 بين مصر وسوريا وتم قتل عبد الناصربصيغه او اخرى؟ولماذا شنق الرئيس صدام حسين وشنقت التجربه العراقيه النهضويه الوحدويه ؟إنني اطرح هذه الأسئله لأقول للسيد احمد عصيد انه بجانب العوامل الذاتيه وقوى الشد العكسيه وقوى تحصين الفساد من افراد وحركات ونخب ان هناك عوامل موضوعيه خارجيه لا تسمح لك بالخروج من شرنقة التخلف واذا حاولت او فكرت بالمحاوله يتم حصارك اقتصاديا وتأليب كل اعشاش الدبابير حولك ومن ثم يكون مصيرك كمصير صدام حسين.وهل التفت السيد عصيد الى حجم الديون في كل قطر عربي ؟وكيف تتزايد كالمتواليه الهندسيه عبر الزمن ووضع صندوق النقد الدولي الطوق على عنق كل قطر عربي واصبح يتحكم في اقتصادياته وسياساته الخارجيه واصبح قادرا على خنق اي قطر اذا حاول ان يشاكس او يتمرد على الطاغوت .فالدول الناهضه مثل ماليزيا وتركيا ما كان لها معطيات النهوض الا عندما تحررت من آفة الديون للصندوق الدولي وحاربت الفساد في آن معا كما فعل عراق صدام حسين.اذن مشكلة النهوض من التخلف والإلتحاق بركب العصر هي مشكلة الإرادة السياسيه وليست طغيان العلوم الفقهيه على العلوم الطبيعيه على حد قوله .وان وجوه المعركة للنهوض للمستقبل تبقى وحدويه تحرريه ديمقراطيه متشابكه ولنا في التاريخ العربي الاسلامي وبالإسلام حافزا ومحركا روحيا والله المستعان.

التعليقات على خبر: عولمة البداوه ( رد على المفكر الأمازيغي المغربي أحمد عصيد)

حمل التطبيق الأن